التغدد الرحمي، المعروف أيضًا باسم “adenomyosis“، هو حالة طبية تتميز بنمو نسيج بطانة الرحم (الغدي) داخل عضلات جدار الرحم. يمكن أن يسبب هذا النمو الزائد آلام شديدة ونزيف حاد أثناء الدورة الشهرية، مما يؤثر سلبًا على نوعية حياة النساء اللواتي يعانين منه. يحدث التغدد الرحمي عادةً في النساء خلال مرحلة الخصوبة، وتزداد فرص ظهوره مع تقدم العمر حتى سن اليأس.
أعراض التغدد الرحمي
الأعراض الأكثر شيوعًا لتغدد الرحم تشمل الألم الشديد والنزيف الحاد أثناء الدورة الشهرية، وألم في منطقة الحوض يمكن أن يستمر طوال الشهر. بعض النساء قد يعانين أيضًا من الشعور بالضغط في البطن والتضخم، وقد يؤدي التغدد الرحمي إلى مشكلات في الخصوبة والعقم. الأعراض الأخرى قد تشمل الألم أثناء الجماع والنزيف بين فترات الحيض.
أسباب التغدد الرحمي
السبب الدقيق للتغدد الرحمي غير معروف، ولكن يُعتقد أن الإصابة تحدث نتيجة لعدة عوامل. من بين هذه العوامل التغيرات الهرمونية، الإصابة السابقة للرحم كجراحات الرحم، الولادات المتعددة، والتاريخ العائلي للمرض. يشبه هذا المرض إلى حد كبير مرض الانتباذ البطاني الرحمي، ولكن في حالة العضال الغدي، ينمو النسيج داخل العضلات وليس خارج الرحم.
طرق العلاج بالأشعة التداخلية
في حالات التغدد الرحمي، يمكن استخدام الأشعة التداخلية كطريقة فعالة للعلاج، خاصة للحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية. يمكن إجراء عمليات مثل الانصمام الشرياني للرحم، حيث يتم حقن جسيمات صغيرة في الشرايين التي تغذي الأورام الليفية أو الأنسجة المتضخمة لقطع تدفق الدم عنها وتقليل حجمها وأعراضها. هذه الإجراءات تتميز بدقتها وتقليل الحاجة للتدخل الجراحي، مما يقلل من المخاطر ويسرع عملية الشفاء.
تخفيف الأعراض بالأعشاب
بالإضافة إلى العلاجات الطبية والتدخلية، يمكن لبعض الأعشاب أن تلعب دورًا في تخفيف أعراض التغدد الرحمي. الزنجبيل والنعناع، على سبيل المثال، يُعرفان بخصائصهما المضادة للالتهابات والقدرة على تقليل الألم. تناول مشروبات تحتوي على هذه الأعشاب يمكن أن يساعد في تقليل الألم والانزعاج المرتبط بالتغدد الرحمي. ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب قبل تجربة أي علاجات بديلة، لضمان أنها آمنة ولا تتعارض مع أي علاجات أخرى تتلقاها.
طرق تشخيص التغدد الرحمي
التغدد الرحمي هو حالة يحدث فيها نمو أنسجة مشابهة للأنسجة التي تبطن الرحم خارج تجويف الرحم. تشخيص هذه الحالة يتطلب دقة لأن أعراضها قد تتشابه مع أمراض أخرى. طرق التشخيص تشمل:
- الفحص السريري: الطبيب قد يتحسس أورام صغيرة (عقيدات) خلف الرحم أو على المبايض خلال الفحص الجسدي.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار): يمكن أن تكشف الأشعة فوق الصوتية، خاصةً عند إجرائها من خلال المهبل، عن وجود أكياس المبيض التي تحتوي على دم (أكياس شوكولاتة)، وهي مؤشر على الانتباذ البطاني الرحمي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا مفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم، مما يساعد في تحديد مواقع وحجم الأنسجة الانتباذية.
- تنظير البطن: يعتبر الطريقة الأكثر دقة لتشخيص الانتباذ البطاني الرحمي، حيث يتم إدخال كاميرا صغيرة عبر شقوق صغيرة في البطن لرؤية الأنسجة الانتباذية مباشرةً.
- الخزعة: خلال تنظير البطن، يمكن أخذ عينات من الأنسجة (خزعة) لفحصها تحت المجهر وتأكيد التشخيص.
الفرق بين العضال الغدي وبطانة الرحم المهاجرة
- التعريف:
- العضال الغدي هو وجود نسيج بطانة الرحم داخل عضلات الرحم نفسها، وهو يختلف عن الانتباذ البطاني الرحمي حيث يحدث النمو خارج الرحم.
- بطانة الرحم المهاجرة (الانتباذ البطاني الرحمي) تحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة للأنسجة التي تبطن الرحم في مناطق خارج تجويف الرحم.
- الموقع:
- العضال الغدي يقع داخل جدار الرحم.
- الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن يحدث في أي مكان خارج الرحم، بما في ذلك المبايض، قناتي فالوب، الأمعاء، والأنسجة البطنية.
- الأعراض:
- كلا الحالتين يمكن أن يسببان ألماً شديداً خلال الدورة الشهرية، ألماً أثناء الجماع، ومشاكل في الخصوبة. ومع ذلك، قد تكون الأعراض أكثر حدة في حالة العضال الغدي بسبب تأثيره المباشر على بنية الرحم ووظيفته.
- العلاج:
- العلاج قد يختلف بناءً على الشدة وموقع الحالة. العلاجات الهرمونية، الجراحة لإزالة الأنسجة غير الطبيعية، وفي حالات العضال الغدي الشديدة، قد يُنصح بإزالة الرحم كخيار أخير.
- علاج الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن يشمل أيضاً الأدوية المسكنة للألم، العلاجات الهرمونية، والجراحة لإزالة أو تقليل الأنسجة الانتباذية.
بشكل عام، كلا الحالتين تتطلب تقييماً دقيقاً ومتابعة من قبل متخصصين في أمراض النساء لتحديد أفضل استراتيجية علاجية بناءً على الأعراض والرغبة في الحفاظ على الخصوبة.
في الختام، التغدد هو حالة معقدة تتطلب نهجًا متعدد الجوانب للإدارة والعلاج. من المهم للنساء اللواتي يعانين من أعراض تغدد الرحم استشارة أطبائهن لتحديد أفضل مسار للعلاج، سواء كان ذلك من خلال الأدوية، الأشعة التداخلية، التغييرات في نمط الحياة، أو العلاجات البديلة مثل الأعشاب.