يُعَدُّ النزيف من قناة المهبلية أحد أبرز العلامات الطبيعية التي قد تلاحظينها في مراحل مختلفة من حياتكِ كـامرأة، إذ إن الدورة الشهرية تعتبر جزءًا من الوظائف الالطبيعية لالجسم. ومع ذلك، فإن النزيف المهبلية قد يكون أكبر من الحد الالممكن أو يستمر لفترات أكثر من المعتاد، مما يستدعي الانتباه وأحيانًا الاستشارة الطبية. في هذا المقال، سنتحدث عن أسباب النزيف المهبلي حسب العمر، وكيف يمكنكِ التعامل مع الأمر واختيار العلاج المناسب.
مرحلة ما قبل البلوغ (حتى 10 سنوات)
- على الرغم من أن حدوث النزيف في هذا العمر أقل شيوعًا، فقد يرجع أحيانًا إلى التهاب أو العدوى في الجهاز الالتناسلي.
- قد يظهر لون الدم بالأحمر الخفيف أو مفرط في حالات نادرة، وإذا يستمر النزيف لأكثر من يوم أو كان مصحوبًا بسلس في الإفرازات أو الحمّى، عليك مراجعة الطبيب.
- في معظم الأحيان، يطلب الطبيب إجراء لاختبار الهرمونات أو الكشف عن تمزق محتمل في أنسجة المهبلية.
مرحلة البلوغ (من 10 إلى 20 عامًا)
- مع بداية مرحلة البلوغ، تحدث تقلبات هرمونية تؤدي إلى نزول الحيض بفترات غير منتظمة في بعض النساء، قد تمتد لعدة أشهر قبل أن تنتظم.
- في هذه الالحالة، عادةً ما يكون النزيف طبيعيّاً، لكن إذا استمر بشكل مفرط أو كان مصحوبًا بالتقلصات الحادة في أسفل البطن أو الظهر، فقد يكون هناك خطر بسيط يستدعي الاستشارة الطبية.
- أبرز الأمراض التي قد تظهر في هذه المرحلة تشمل التهاب المهبل أو الهرمونية الغير المتوازنة، وربما أورام حميدة في الثدي أو الرّحم لكنها نادرة.
مرحلة الخصوبة (من 20 إلى 40 عامًا)
- في هذه المرحلة، تكون الدورة الشهرية عادة منتظمة ويكون النزيف متوسطًا. لكن قد يحدث نزيف شديد يرافقه استخدام فوط أو سدادة في وقت قصير جدًا أو بكمية أكبر من الطبيعية.
- الأسباب تشمل الأورام الالليفية في الرّحم، سماكة البطانة الالداخلية، أو العدوى البكتيرية. كما أن الحمل الداخلي (مثل انغراس البويضة خارج الرّحم في قناة فالوب) قد يسبب نزيفًا حادًا.
- في حال لاحظتِ أن النزيف يستمر للأكثر من سبعة أيام متواصلة أو لعدة فترات متتالية، فهذا مؤشر على احتمال وجود مشكلة مثل الورم الالليفي أو خلل في الهرمونات. في هذه الحالة، عليك استشارة الطبيب بشكل مباشر.
مرحلة ما بعد الأربعين وحتى الخمسينيات
- يحدث تغير هرموني واضح؛ حيث تتراوح هذه الفترة بين بداية تراجع إنتاج الهرمونات الأنثوية واقتراب انقطاع الحيض نهائيًا. النزيف في هذا العمر قد يكون خفيفًا أو مفرطًا، ويستمر لفترات أطول في بعض الحالات.
- قد تكون الأسباب مشكلة في الهرمونية أو أورام الرّحم الالليفية التي تتطور تدريجيًا، وقد يظهر ألم في أسفل البطن أو الظهر.
- النزيف المفرط في هذه السن لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان، لكنه ليس أمرًا يجب تجاهله، إذ يرتفع خطر الإصابة بسرطان الرّحم أو العنق لدى بعض النساء إذا كانت هناك دلائل أخرى مثل النزيف الطويل الأمد وفقر الحديد.
مرحلة ما بعد الخمسين (انقطاع الطمث)
- بعد انقطاع الطمث (توقف الدورة الشهرية لمدة عام كامل على الأقل)، أي نزيف يحدث يُعد غير طبيعي وممكن أن يشير إلى أمراض خطيرا مثل بسرطان الرّحم أو المبيض.
- إن حدث نزيف ولو بسيط في هذه الفترة، فمن الضروري التفريق بين النزيف الالمهبلية والإفرازات؛ وعند الاشتباه بأي أمر غير طبيعية، عليك الاستشارة الطبية فورًا لتحديد طرق الالعلاج الممكنة.
نصائح للتعامل مع النزيف المهبلي
- استشارة الطبيب: إذا استمر النزيف لأكثر من سبعة أيام متتالية، أو كان شديد الحجم لدرجة استخدام فوط كثيرة في فترة قصيرة.
- الفحص الهرموني: قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات لقياس مستوى الهرمونات.
- العلاج الدوائي أو الجراحي: يعتمد على الحالة؛ إذا كان السبب تمزق داخلي أو ورم الليفي، فربما يجري الطبيب الجراحة المناسبة.
- الوقاية من الأنيميا (فقر الحديد): النزيف المفرط يؤدي إلى نقص الحديد في الجسم، لذا عليك الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد أو المكملات.
- متابعة دورية: يُنصَح بإجراء فحص نسائي مرة واحدة سنويًا على الأقل عند السيدة بعد بلوغها العشرة أعوام على بدء الدورة الشهرية؛ وذلك لاكتشاف أي تغيير في الجهاز الالتناسلي على نحو مبكر.
أكمل القراءة** واستشيري الطبيب المختص حول أي نزيف غير طبيعي يطرأ، فهو الأمر الالأكثر أمانًا لتجنب تفاقم الحالة أو الإصابة بأمراض أخرى.**